المشهد العالمي آخذ بالتعقيد؛ سياسيا واقتصاديا، فالحوادث التي تخيم عليه اليوم، غيّرت في بنية التحالفات التي استتبت لعقود طويلة.
الحرب الروسية الأوكرانية، مثلا، هددت أمن الغذاء في العالم، بينما أجبرت أوروبا على البحث عن مصادر أخرى للطاقة. لكن الحرب التي لم تنتهِ حتى اليوم، قد تفعل أكثر من ذلك، خصوصا مع انخراط أطراف أخرى، بشكل غير مباشر، في الصراع الدائر.
في الأثناء، بتنا نرى العملاق الصيني يتململ، خصوصا مع استمرار حربه التجارية مع الولايات المتحدة الأميركية، فيما قدرة إيران النووية آخذة بالتصاعد، وهي قريبة جدا من توظيفها في التسلح.
كل هذه الأحداث تلقي بظلالها على المنطقة، وتغير من وجه التحالفات فيها. بالنسبة للأردن، والذي يعيش وسط أزمات متفجرة منذ عقود، يجد نفسه بلا أصدقاء حقيقيين، فيما الأوضاع الاقتصادية تزداد سوءا. لذلك، تبقى عين الدولة على الحدود الشمالية، والتي تشكل بؤرة تهديد أمني، خصوصا مع آلاف المحاولات لتهريب السلاح والمخدرات.
ورغم المحيط الملتهب، والذي تزداد حدة الاستقطابات فيه، إلا أن التحديات الاقتصادية هي أكثر ما يقلق الإدارة الأردنية، خصوصا مع تسجيل البطالة نسبة تزيد عن 22%، معظمهم من الشباب، ما يشير إلى تعطل قوى الإنتاج في المجتمع. أما الفقر، فقد سجل نسبة 24%، وهي تعني أن ربع السكان يعانون من الفقر.
كل ذلك يأتي وسط مديونية عالية، فقد وصل إجمالي رصيد الدين العام إلى 51 مليار دولار، مشكلا 111 % من الناتج المحلي الإجمالي.
المشكلة في هذه المديونية هي أنها لا تنخفض، بل آخذة بالزيادة منذ سنوات، خصوصا مع التحديات التي رافقت وباء كورونا، وتدني نسب النمو بسبب عوامل عديدة، أهمها محدودية الاقتصاد المحلي.
أصدقاء منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، كونوا معنا في السادسة والنصف من مساء الإثنين 8 آب (أغسطس)، في حوارية لمعالي الدكتور ممدوح العبادي، بعنوان "الأردن بين تحديات الداخل والخارج"، يقدمه خلالها ويدير الحوار مع الجمهور معالي المهندس سمير الحباشنة.
*الحضور وجاهي في منتدى عبد الحميد شومان - جبل عمّان.
سيتم بث الفعالية عبر منصة زووم وصفحة المؤسسة على فيسبوك